مرض النكاف قد يبدو مرضًا بسيطًا، ولكنه قد يترك آثارًا صحية خطيرة إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. في حين أن معظم الحالات تكون خفيفة، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من مضاعفات خطيرة قد تؤثر على الخصوبة أو الجهاز العصبي. في هذا المقال، سنستكشف أسباب مرض النكاف، أعراضه، ومضاعفاته المحتملة، بالإضافة إلى أهمية التطعيم في الوقاية منه.
ما هو مرض النكاف؟
ربما تتذكرون في طفولتكم أصدقاء لكم انتفخت وجوههم بشكل غريب، وكأنهم أكلوا الكثير من الحلوى. هذا الانتفاخ المميز هو أحد أعراض مرض يُعرف بـ “النكاف”.
النكاف هو مرض فيروسي معدٍ يصيب بشكل أساسي الغدد اللعابية، وهي الغدد الموجودة تحت الأذنين والمسؤولة عن إنتاج اللعاب. هذا الفيروس الصغير يتسلل إلى أجسامنا ويبدأ بتكاثر سريع داخل هذه الغدد، مما يؤدي إلى التهابها وتورمها.
ولكن لماذا يختار هذا الفيروس تحديدًا الغدد اللعابية؟ السبب بسيط، هو أن الفيروس ينتقل من شخص لآخر بشكل رئيسي عن طريق اللعاب. عندما يسعل شخص مصاب أو يعطس، تنتشر قطرات صغيرة تحتوي على الفيروس في الهواء، وعند استنشاقها من شخص آخر، قد يحدث العدوى.
ما الذي يحدث داخل الجسم عندما نصاب بالنكاف؟ بعد دخول الفيروس إلى الجسم، يبدأ رحلة طويلة داخل الجهاز الليمفاوي، حتى يصل إلى الغدد اللعابية. هناك، يبدأ في التكاثر والتسبب في الالتهاب والتورم. هذا التورم هو ما يجعلنا نشعر بالألم وعدم الراحة، ويجعل وجوهنا منتفخة وكأننا أكلنا الكثير من الحلوى.
اقرأ ايضاً: 10 فوائد صحية لعصير البصل … تعرف عليها واحمي صحتك قبل فوات الأوان
ما هي أعراض مرض النكاف
بعد أن تعرفنا على معنى مرض النكاف، دعونا نتحدث عن العلامات التي تخبرنا بأننا مصابون بهذا المرض. قد يكون هذا المرض خفيفًا لدى بعض الأشخاص، بينما قد يكون مصحوبًا بمضاعفات خطيرة لدى البعض الآخر. ولكن، ما هي الأعراض الشائعة التي تدل على الإصابة بالنكاف؟
أكثر أعراض النكاف شهرة هو تورم الغدد اللعابية. هذه الغدد تقع على جانبي الوجه، وتورمها يجعل الوجه يبدو منتفخًا وكأنه “بالون”. قد يصيب التورم غدة واحدة أو كليهما، ويرافقه ألم وتيبس في الفك. هذا التورم هو نتيجة لالتهاب الغدد اللعابية بسبب الفيروس.
ولكن التورم ليس العرض الوحيد للنكاف. قد يعاني المصابون أيضًا من أعراض أخرى تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل:
- الحمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الصداع: ألم في الرأس.
- آلام العضلات: الشعور بألم وتعب في العضلات.
- فقدان الشهية: عدم الرغبة في تناول الطعام.
- ألم في المفاصل: الشعور بألم في المفاصل.
قد تظهر هذه الأعراض قبل ظهور تورم الغدد اللعابية أو بعده. في بعض الحالات، قد يكون التورم خفيفًا جدًا أو غير موجود، ويشعر المصاب فقط بأعراض تشبه الإنفلونزا.
ولكن هل تتوقف الأعراض عند هذا الحد؟ للأسف لا، ففي بعض الحالات، قد يسبب النكاف مضاعفات خطيرة، مثل:
- التهاب السحايا: وهو التهاب الأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي.
- التهاب الخصيتين: قد يؤدي إلى ألم وتورم في الخصيتين، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى العقم.
- التهاب البنكرياس: وهو التهاب في البنكرياس.
لماذا تختلف أعراض النكاف من شخص لآخر؟ تختلف شدة أعراض النكاف من شخص لآخر، وتعتمد على عدة عوامل مثل العمر، الحالة الصحية العامة، والقوة المناعية.
ما هوعلاج مرض النكاف
يتساءل الكثيرون عن علاج مرض النكاف. للأسف، لا يوجد دواء محدد لعلاج الفيروس المسبب للنكاف. ومع ذلك، هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لتخفيف الأعراض ومساعدة الجسم على الشفاء.
الراحة هي مفتاح الشفاء: أفضل ما يمكن فعله عند الإصابة بالنكاف هو الراحة التامة. فالراحة تساعد الجسم على توجيه طاقته لمحاربة الفيروس والشفاء من العدوى.
التغذية السليمة: تناول غذاء صحي ومتوازن يساعد الجسم على بناء جهاز مناعة قوي لمحاربة العدوى. يجب التركيز على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، وشرب الكثير من السوائل للوقاية من الجفاف.
تخفيف الألم: يمكن استخدام الأدوية المسكنة مثل الباراسيتامول لتخفيف الألم والحمى المصاحبة للمرض. يجب تجنب استخدام الأسبرين والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، حيث قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات.
العناية بالفم: بسبب تورم الغدد اللعابية، قد يواجه المصابون صعوبة في تناول الطعام والشرب. لذلك، يجب العناية بالفم عن طريق المضمضة بمحلول ملحي دافئ لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
متابعة الحالة الصحية: من المهم متابعة الحالة الصحية للمصاب بشكل دوري، خاصة إذا ظهرت أي مضاعفات مثل التهاب الخصيتين أو التهاب الدماغ. يجب استشارة الطبيب فورًا في حالة ظهور أي أعراض جديدة أو تفاقم الأعراض الحالية.
قد يهمك أيضاً: الكبد الدهني : علاج الكبد الدهني بدون ادويه في اسبوعين
الوقاية من مرض النكاف
بعد أن تعرفنا على مرض النكاف وأعراضه وطرق علاجه، حان الوقت للحديث عن أهم سؤال: كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من هذا المرض المزعج؟ الإجابة بسيطة وواضحة: التطعيم.
التطعيم هو السلاح الأقوى في مواجهة النكاف. إنه درع واقية تحمي الجسم من الفيروس، وتمنعه من التسبب في المرض. عندما نتلقى لقاح النكاف، يتم إدخال نسخة ضعيفة من الفيروس إلى الجسم. يستجيب الجهاز المناعي لهذا الفيروس الضعيف ب إنتاج أجسام مضادة تحمي الجسم من الإصابة بالمرض الحقيقي في المستقبل.
لماذا يجب أن نتلقى التطعيم؟ هناك العديد من الأسباب التي تجعل التطعيم ضد النكاف ضروريًا:
- الوقاية من المرض: التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من مرض النكاف ومضاعفاته الخطيرة.
- الحماية المجتمعية: عندما يتم تطعيم نسبة كبيرة من السكان، يتكون ما يسمى بـ “المناعة المجتمعية” ، مما يجعل من الصعب على الفيروس الانتشار.
- الحد من انتشار الأوبئة: التطعيم يساعد في منع حدوث أوبئة النكاف، والتي يمكن أن تؤثر على المجتمع بأكمله.
متى يجب أن نتلقى التطعيم؟ عادة ما يتم إعطاء لقاح النكاف كجزء من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR). توصي معظم الدول بإعطاء جرعتين من لقاح MMR:
- الجرعة الأولى: عادة ما تعطى بين عمر 12 و 15 شهرًا.
- الجرعة الثانية: تعطى بين عمر 4 و 6 سنوات.
هل هناك أي آثار جانبية للتطعيم؟ مثل أي لقاح آخر، قد يسبب لقاح النكاف بعض الآثار الجانبية الخفيفة مثل الحمى، الاحمرار في مكان الحقنة، أو طفح جلدي خفيف. هذه الآثار الجانبية عادة ما تختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام.
ملحوظة هامة: المعلومات المتواجدة في هذا الموضوع هي للإرشاد العام فقط، ولا تغني عن استشارة الطبيب لتشخيص وعلاج أي حالة طبية.
+مراجع هامة:
[1] – النكاف – الأعراض والأسباب – مايو كلينك https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/mumps/symptoms-causes/syc-20375361
[2] – النكاف: الأسباب، الأعراض والعلاج https://www.webteb.com/child-health/diseases/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A7%D9%81
[3] – النكاف ( أبو دغيم )، أسباب أعراض وعلاج https://altibbi.com/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D8%A9/%D9%86%D9%83%D8%A7%D9%81